كيف نتعامل مع الاضطرابات النفسية
الصحة النفسية تشمل المعرفة بالأمراض وطرق الوقاية والعلاج فما هي الاضطرابات النفسية وسبل التعامل معها
كيف نتعامل مع الاضطرابات النفسية
ليس نادرا أن يستخدم الناس كلمة "المرض النفسي"، حيث تستخدم بمعناها الشعبي الذي يوازي المرض الأخلاقي أو سوء المعاملة الحادة أو للتعبير عن عدم التقبل بشدة لتصرفات الآخر. وتوازيها أمراض القلوب بالمفهوم الديني، مثل: الغضب والحسد والتكبر والعجب، وهي مفاهيم لها دلالات مهمة في علم النفس المرضي. وللتشابه مع هذه الألفاظ يفضل الباحثون النفسيون استخدام مصطلح "الاضطراب النفسي"، فما هي الاضطرابات النفسية؟ وما أسبابها؟ وما هي سبل الوقاية والعلاج؟
ما هي الاضطرابات النفسية
الاضطراب النفسي هو خلل حاد ومستمر، أي ليس حزنا خفيفا ليوم أو اثنين بل هو حزن شديد لمدة أسبوعين على الأقل، وهو عبارة عن اجتماع عدة عوارض معا يشخصها المتخصص النفسي حصرا، وتكون على مستوى المشاعر أو التفكير أو السلوك، وله أثر جسدي وتأثيرات سلبية على مجالات الحياة الأساسية كالأسرة والمدرسة والعمل والعلاقات الاجتماعية.
ما هي أسباب الاضطرابات النفسية
تتعدد أسباب الاضطرابات النفسية عموما ما بين الأسباب البيولوجية والاجتماعية والنفسية والسلوكية، وأهمها الأسباب هي ما يلي:
الأسباب البيولوجية:
هي عموما أسباب وراثية، فهناك عائلات تميل لاضطراب ما، أي إنها أكثر استعدادا من غيرها للتعرض لهذا الاضطراب. ومن ناحية أخرى قد يصيب الإنسان خلل بيولوجي يؤدي به إلى الاضطراب، مثل اضطراب الهرمونات والتغيّرات الدماغية. كما يترافق الاضطراب النفسي مع بعض الأمراض الجسدية أو مع تناول الأدوية العلاجية التي يكون من آثارها الجانبية الإصابة بعوارض نفسية. ومنها أيضا التغيرات البيولوجية التي يمر بها الإنسان في مراحل نموه، مثل: مشكلات الطفولة والمراهقة والشيخوخة.
الأسباب الاجتماعية:
ومنها ضغوطات العمل والوضع المادي والبطالة والصراعات الأسرية والأزمات الحياتية المتتالية، مثل: الإصابات الجسدية أو وفاة إنسان عزيز أو الطلاق، كلها قد تؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية.
الأسباب النفسية:
وأهمها التربية الخاطئة التي تعزز ضعف الثقة بالنفس وانعدام المبادرة في الحياة والنقد السلبي الدائم للذات وللآخرين والتشاؤم، وكذلك الصراعات الشخصية والفقر العاطفي والانعزال وضعف التواصل، مما يعرض الإنسان للمشكلات اليومية مع الناس وتضطرب علاقته بهم فتضعف مناعته أمام الاضطراب النفسي.
الأسباب السلوكية:
مثل بعض الممارسات الخاطئة، مثل: إدمان المخدرات والكحول ولعب القمار وغيرها من الانحرافات السلوكية.
ما هي سبل الوقاية من الاضطرابات النفسية
هناك إرشادات عامة للوقاية من الاضطرابات النفسية لعل أبرزها ما يلي:
• المعرفة النفسية والتربوية والتعلم المستمر والاستشارة النفسية المبكرة.
• التماسك الأسري ووضوح دور كل فرد في الأسرة واستقلاليته.
• وضوح القوانين في الأسرة والمدرسة بما فيها الثواب والعقاب.
• تفهم احتياجات الفرد وإشباعها بحسب مراحل النمو.
• التصرف بالحسنى وفق الامكانيات وعدم المقارنة الذات مع الآخر.
• التعبير عن الذات والمشاعر والرأي وتفريغ المشاعر السلبية.
• التواصل الفعال والحوار الإيجابي والأنشطة الجماعية وتنمية المهارات الاجتماعية.
ما هو علاج الاضطرابات النفسية
هناك طرق عديدة للعلاج منها:
• العلاج الدوائي حيث إن هناك عددا من الأدوية المضادة للعوارض النفسية كالاكتئاب والقلق والذهان ويصفها الطبيب النفسي حصرا، مع الإشارة إلى ضرورة متابعة الطبيب والالتزام بالدواء من حيث الكمية والمدة، وعدم التوقف عن الدواء أو تغيير الكمية أو استبدال الدواء من دون إذن الطبيب، بحال لم يأتِ بنتيجة جيدة بعد أسبوع أو أسبوعين على الأقل.
• العلاج النفسي ومنه العلاج المعرفي الذي يعتمد على تغيير نمط التفكير السلبي وتحفيز التفكير الإيجابي وتصحيح التصورات الخاطئة حول الذات والحياة. أما العلاج السلوكي فيعمل على تغيير نمط الحياة باتجاه نمط أكثر إيجابية مع وضع خطة لمعالجة المشكلات الواقعية وتحقيق الأهداف الحياتية.
• العلاج الجماعي بحيث تناقش المشكلات من عدة مرضى ويتشاركون الهموم والحلول، ويتقدمون مع بعضهم البعض ويدعمون أنفسهم بإشراف المعالج النفسي.
مجلة الأستاذة
